الجمعة، 29 مايو 2020

قصة اصحاب الأيكة

‎في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية ضمن منطقة تبوك حاليًا في ارض الحجاز تقع مدين التي سكنها *اصحاب الأيكة* 
‎وأطلق عليهم هذا الاسم لأنّهم كانوا يعبدون شجر الأيك ذكر الله في القرآن الكريم أنّ قوم مدين كانوا بالقرب من قوم ثمود، وأن سيّدنا موسى لجأ إليهم فارا من مصر وتزوج احد بناتهم .
‎ وذُكروا باسم أصحاب الأيكة في وقوله تعالى: *(وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)*
‎كان لأصحاب الأيكة من أهل مدين عادة سيئة جداً وهي أنهم كانوا يغشون في الميزان وينقصون المكيال واكثر من ذلك انهم كانوا يعبدون شجرة الايكة وهي شجرة غضة ملتفة كثيرة الاوراق فبعث الله عز وجل عليهم نبيه شعيب على رسولنا واله وعليه السلام فدعاهم الى عبادة الله وأن ينتهوا عن الغش والتلاعب بالميزان وأوصاهم بان يقيموا حياتهم علي اساس العدل والاحسان وبشرهم وأنذرهم وبالغ في وعظهم،
‎ ولكن قومة قابلوا دعوته بالسخرية والاستهزاء والعصيان
‎فدعا عليهم شعيب، على رسولنا واله وعليه السلام فاستجاب الله عز وجل دعاه وابتلي قومه بالحر الشديد، حتي ان الماء لا يروي ظمأهم ولا تقيهم الظلال أو تمنعهم الجبال أو التلال من هذا الحر، ففر القوم هاربين ورأوا سحابة ظنوها مظلة عن حرارة الشمس، فاجتمعوا تحتها وما إن اكتمل عددهم وصاروا جميعاً تحت الغمامة، حتي بدأت الغمامة ترميهم بأسراب من الشرر واللهب وجاءتهم الصيحة وعذاب عرف بالقران بعذاب يوم الظلة العظيم كاشارة الى الغمامة التي استظلوا بها وزلزلت الأرض تحت اقدامهم حتي هلكوا جميعاً
‎قال الله تعالى في سورة الشعراء *(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)*
‎اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد

الثلاثاء، 26 مايو 2020

💚 اللهم شفاعه الحبيب 💚

*عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:كان لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خادمة تخدمهم يُقال لها بريرة فلقيها رجل 
فقال: يا بريرة غطي شُعيفَاتُكِ (وهي أعلى الشعر)فإن محمداً لن يغني عنك من الله شيئاً 
قال: فحزنت وأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما قاله الرجل
فخرج النبي غاضباً يجر رداءه محمرةٌ وجنتاه وكنا معشر الأنصار نعرف غضبه بجرِ ردائه وحمرة وجنتيه ، فأخذنا السلاح ثم أتينا
فقلنا : يا رسول الله مُرّنَا بما شئت !؟والذي بعثك بالحق نبياً لو أمرتنا بأمهاتنا وآبائنا وأولادنا لمضينا بما تأمرنا فيهم 
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه .. ثم قال: أتعرفون من أنا ؟؟؟
*قلنا: أنت رسول الله قال نعم ولكن من أنا؟
*قلنا : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف 
*فقال : أنا سيد ولد أدم ولا فخر وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر وفي ظِل الرحمن عز وجل أقف يوم القيامة يوم لا ظِلَّ إلا ظِلّه ولا فخر
ما بالُ أقوام يزعمون ... أن شفاعتي لا تنفع
بلى حتى تبلغ جبأ وحكم (وهما أكبر قبيلتان في اليمن)ثم قال والله إني لأشّفَعُ فَأُشَفَّعْ
حتى إن من أشفَعَ له يَشّفَعُ فَيُشَفَّعْ
حتى إن إبليس ليتطاول طمعاً في شفاعتي
*مسند الإمام أحمد بن حنبل

الجمعة، 8 مايو 2020

إذا صفت القلوب رأت بنور الله

يُروَى أن سيدنا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) قال : رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ذات ليلة ومعه طبق من تمر فناولني تمرة فأكلتها فوجدت حلاوتها في فمي أشهى من العسل، فقلت زدني يارسول الله، و لكنه قبل أن يزيدني ، كان المؤذن قد أذن لصلاة الفجر ، فاستيفظت دون أن يزيدني ، فتوضأت وخرجت إلى المسجد و ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
و بعد أن صلينا الفجر خلف أمير المؤمنين عمر (رضي الله عنه ) وأثناء خروجي من المسجد أوقفتني امرأة على الباب وقالت يا علي خذ هذا الطبق من التمر وأعطه لأمير المؤمنين، فاعطيته إياه، فتناول الطبق و أعطاني تمرة، فلما وجدت حلاوتها في فمي أشهى من العسل قلت له زدني، فقال سيدنا عمر رضى الله عنه " لو زادك رسول الله لزدناك " .....
فارتعد علي ( رضي الله عنه )واقترب من سيدنا عمر قائلا: ماذا تقول يا أمير المؤمنين، قال سيدنا عمر :" لو زادك رسول الله لزدتك " !
فقال سيدنا علي: ما هذا يا أمير المؤمنين.؟
أغيب اطلعت عليه أم رؤيا رأيتها !؟
.
قال عمر : والله ما هو غيب و لا رؤيا و لكنها القلوب يا علي .... إذا صفت رأت بنور الله ....
ما أعظمك يا رب .. وما أصدق نبيك حين قال : اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله ....
كيف وصل هؤلاء الناس لهذه المكانة .... اللهم ارزقنا قلوبا سليمة، صافية لا غش فيها ولا رياء .... ترى بنورك، وبيقين فيك ، ما تتمناه  في  الدنيا والآخرة ...
اذا أتممت القراءة فاذكر الله

أنا و أبي و قشور المانجو



في طفولتي عندما كان يحلّ موسم فاكهة المانجو كان أبي يحضر منه كمية للبيت وكنا نجلس حوله لنشاركه طعمها العذب ....
كان يعطينا اللب ويقوم هو بأكل قشورها ....
كنت أراقب هذا التصرف الغريب منه دون أن أعلم السبب ....
سألته يوما لماذا تأكل قشور المانجو يا أبي؟!!!
نظر إلي بابتسامة وقال :
"
آكلها أنا حتى لا تأكلها أنت" ....
لم أفهم معنى كلامه في وقتها، وبررت الأمر بأنها قد تكون عادة قديمة اكتسبها من أيامه التي عاشها في طفولته بين أحضان الفقر القاسي وخصوصا أن طعم قشور المانجو ليس سيئا ..ولكنه بصراحة لا يقارن بما هو تحت تلك القشور ....
نسيت أمر قشور المانجو.. كما نسيت كثيرًا من الذكريات بين صفحات كتاب الزمن ....
من مدة قريبة ... أهداني شقيقي فاكهة مانجو، .... جلبها لي كهدية ..
كنت أمني نفسي بالاستمتاع بطعمها الذي ينافس شهد النحل طوال الطريق وأنا متجه إلى بيتي ....
وبمجرد أن وصلت البيت بدأت بتقطيعها وهي تتفجر بين يدي بما تحتويه من لب ذهبي و عصير ملكي ....
وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي.. اقتربت ابنتي الوحيدة أسماء مني وقالت : "أبي أريد قطعة" ....
ابتسمت من طلبها وأعطيتها الجزء الذي كان بيدي .... وعلى الفور اقترب ابني الصغير شعبان يطلب مثل ما حصلت عليه أخته .... ولحقهما أخوهما أحمد يطلب حصته تماما كما طلب دياب حصته ....
كانت فرحتي بالنظر إليهم وهم يمرغون وجوههم بقطع المانجو والسعادة والفرح تشع من أعينهم كشمس الصباح الدافئة بعد ليلة شتاء بارد....عارمة لا توصف .
وفي لحظة وجدت نفسي أمام صحن خالٍ إلا من بعض قشور المانجا التي مازالت عالقة بها أجزاء صغيرة من فتات الفاكهة الأصلية ....
بدأت بالتهام قشور المانجو دون تفكير إلى أن توقفت فجأة لأتذكر كلمات أبي ....
الآن فقط بعد كل تلك الأيام اتضح لي معنى كلماته وماذا كان يقصد بعبارته ....
الآن فقط علمت أن سعادة ابي الحقيقية لم تكن يوما في أكل قشور المانجو .... وإنما كانت سعادته الحقيقية في رؤيتنا ونحن نأكل أفضل جزء منها أمامه ....
كانت فرحته الغامرة وهو يشاهدنا ونحن نحصل على أفضل وأنقى وأجود ما كان يقدمه إلينا في لحظتها ....
وتساءلت حينها والدموع في عيني ....
كم من مانجو قدمها لنا أبي واكتفى هو بمجرد قشورها ؟!!!
وأنا هنا لا أقصد تلك الفاكهة بذاتها .... ولكن اقصد كل ما ترمز إليه في هذه الحياة .... فالمانجو قد تكون ملبسا أو بيتا أو فراشا أو نوما مريحا أو تعليما ....
وقد تكون أيضا لمسة حنان على الكتف .... أو قبلة على الوجه ....
فمانجو الأهل لا حدود لها .... ولا يمكن لأحد أن يقيم سعرها ....
أنظر من حولي لأجد أبناءً لا يقدّرون أهلهم حق القدر .... ولا يوفونهم حقهم ....
وكأن وظيفة الأهل في هذه الحياة هي في اختلاق الذرائع التي من شأنها أن تكدر صفو حياتهم ....
أرى أبناء قد تملكهم الغرور حتى حسبوا أنهم يفوقون أهلهم علما وفكرا ومنطقا ....
أرى أبناء يقدسون كلمة الزوج أو الزوجة في مقابل دموع الأم أو الأب ....
أرى أبناء يهجرون أهلهم في ديار رعاية بعيدة ويتركونهم لرحمة الغرباء ....
أرى أبناء قد يقاطعون أهلهم سنوات ....
أرى أبناء يتمنون زوال أهلهم من هذه الدنيا عاجلا ليس آجلا ....
أرى كل ذلك وفي نفسي ....لو كان الأمر بيدي ...
لدفعت عمري كله ثمنا .... حتى يعود بي الزمن لأجلس مع أبي يوما واحدا أسبقه حينما يحضر فاكهة المانجو .... لألتهم قشورها بدلا عنه فيتبقى له فقط أفضل ما فيها ....
حتى إذا سألني لماذا أحب أكل القشور أقول له :
"
آكلها أنا حتى لا تأكلها أنت"
إهداء إلى كل من مازال أبوه على قيد الحياة ، عسى أن تجد الكلمات إلى قلبه دليلا ....
اللهم اغفر وارحم آباءنا وأمهاتنا واجعلهم من أهل الفردوس الأعلى برحمتك يا أرحم الراحمين ....
اللهم ألبس لباس الصحة والعافية كل من هم على قيد الحياة من الآباء والأمهات واعف عنهم ولا تقبضهم إلا وأنت راض عنهم يا سميع يا عليم ....
اللهم سدد خطاهم وأحسن خاتمتهم وألحقنا بهم إلى جنات النعيم

الأحد، 3 مايو 2020

أنا و أبي


وأنا عمري 4 أعوام : أبي هو الأفضل
وأنا عمري 6 أعوام : أبي يعرف كل الناس
وأنا عمري 10 أعوام : أبي ممتاز ولكن خلقه ضيق
وأنا عمري 12عاما : أبي كان لطيفا عندما كنت صغيرا
وأنا عمري 14 عاما : أبي بدأ يكون حساسا جدا
وأنا عمري 16 عاما : أبي لا يمكن أن يتماشى مع العصر الحالي
وأنا عمري 18 عاما : أبي ومع مرور كل يوم يبدو كأنه أكثر حدة
وأنا عمري 20 عاما : من الصعب جدا أن أسامح أبي، أستغرب كيف استطاعت أمي أن تتحمله
وأنا عمري 25 عاما : أبي يعترض على كل موضوع
وأنا عمري 30 عاما : من الصعب جدا أن أتفق مع أبى ، هل ياترى تعب جدى من أبي عندما كان شابا
وأنا عمري 35 عاما : أبي رباني في هذه الحياة مع كثير من الضوابط، ولابد أن أفعل نفس الشيء
وأنا عمري 40 عاما : أنا محتار، كيف أستطاع أبي أن يربينا جميعا
وأنا عمري 45 عاما : من الصعب التحكم في أطفالي، كم تكبد أبي من عناء لأجل أن يربينا ويحافظ علينا
وأنا عمري 50 عاما : أبي كان ذو نظرة بعيدة وخطط لعدة أشياء لنا، أبي كان مميزا ولطيفا.
و هو الأفضل !!!!
جميع ما سبق احتاج إلى 50 عاما لإنهاء الدورة كاملة ليعود إلى نقطة البدء الأولى عند الـ 4 أعوام " أبي هو الأفضل "
من كان والده حيا فليحسن إليه قبل أن يفوت الأوان ومن كان والده توفي فليدع الله أن يغفر له ويرحمه . وندعي الله أن يعاملنا أطفالنا أفضل مما كنا نعامل والدينا
لو أكملت القراءة دعوة منك لأبي
أخوكم كارم دياب

الجمعة، 1 مايو 2020

في زمن الفوضى

في زمن الفوضى والكلِم الكثير ، لن يفهم النّاس صمتك . لن يفهموا حاجتك للهدوء . لن يفهموا لماذا تفضّل سكون اللّيل على ضوضاء النّهار ولماذا باستمرار تحدّق بالسّماء البعيدة بدلا من النّظر إلى الأشياء من حولك .؟ لن يفهم النّاس لماذا تفضّل وضع السّماعات بدلا من التّحدّث إليهم وخوض نقاشات لا تجد فيها الرّوح مسكنا ولماذا تحبّذ الجلوس بمفردك على الجلوس وسط أُناس إن رأوْا بك شيئا من الحزن بادروا بتقديم النّصيحة وإبداء رأيهم في شيء أنت لم تبح به أصلا .!
في زمن الفوضى والكلٍم الكثير ، لن يفهم النّاس صمتك ولن يفهموا . فالنّاس اعتادوا الهرب من دواخلهم بزجّ أنفسهم في الضّجيح ، في حين أنّك اخترت أن تشفي روحك بالصّمت والهدوء والصّبر .......
لا بأس أيّها الغالي ، أعلم أنّك تخوض معركتك الخاصّة بصمت ، والله يعلم ما بك وما أنت به ترغب . فقط استمرّ في المحاولة . استمرّ في الصّلاة . ناجي ربّك وروحك بطريقتك ولا تكترث لأحد . كلّ واحد يختار ما يناسب أفكاره والله الواحد الأحد يتكفّل بالجميع ويساعدهم بحبّ مثلما يفعل دائما ويمدّهم بما هم إليه يحتاجون . ولكن أنت لطالما اخترت ما تمليه عليك روحك ، اخترت أن تكون أنت . لم تجبر روحك على ما لا تُطيق ولم تكلّف نفسك ببروتوكولات العيش الجمعي لأنّك مختلف ومميّز . لأنّك سمحت لنفسك أن لا تلبس جلباب المثالي ، لأنّك تدرك قيمة الشّيء والاّشيء وكلّ الأضداد ، ولأنّك لمست رحمة ربّك بك وحبّه لك وأنت مليء بالنّدوب والعيوب .
صديقي الجميل ، تذكّر هذا دائما : النّاس ليسوا مطالبون بفهمك وأنت لست مطالب بتبرير كلّ ما تفعل وتشعر . طالما الله معك وأنت معك ، فأنت بخير ، وكلّ شيء ذاهب للخير . ويوما بعد يوم ستُشفى روحك وتشرق شمس قلبك من جديد ، وأنت ستكون أنت جديد بروح جديدة قادرة على خلق عالمها المختلف وعزف موسيقاها الخاصّة . فقط استمرّ في المحاولة أيّها البطل الصّغير . أنت مبارك والله يحبّك وفخور بك جدّا