السبت، 21 أبريل 2018

الممنوع من الصرف

 

شرح الممنوع من الصرف

س 1: ما معنى منصرف؟

• المنصرف ما تظهر على آخره جميعُ حركات الإعراب مع التنوين؛ نحو:

جاءنا رجلٌ        =           رَجُلُنْ

رأيت عالِمًا       =           عالِمَنْ

سلمت على طالبٍ =         طالبِنْ

س 2: ماذا تقصد بالتنوين؟

• التنوين: نون ساكنة، تُنطق ولا تُكتب (الأمثلة)، ويُعبَّر عنها بضمَّةٍ ثانية في حالة الرفع، وبفتحة ثانية في حالة النصب، وبكسرة ثانية في حالة الجر.

س: 3 وما الاسم غير المنصرف؟

• الاسم غير المنصرف، أو الممنوع من الصرف: هو الذي لا ينوَّن تنوين المنصرف، ولا يجرُّ بالكسرة.

أي: إنه يُرفع بضمَّة واحدة فقط (من غير تنوين)؛ نحو:

• جاء إبراهيمُ.

ويُنصب بفتحةٍ واحدةٍ فقط (من غير تنوين)؛ نحو:

• رأيتُ إبراهيمَ.

ويُجرُّ بالفتحة نيابة عن الكسرة (من غير تنوين)؛ نحو:

• نظرتُ إلى إبراهيمَ.

س 4: وما الأسماء الممنوعة من الصرف؟

أولًا: العلم إذا كان واحدًا مما يأتي:

1. إذا كان مؤنثًا تأنيثًا حقيقيًّا أو لفظيًّا؛ نحو:

• آمنة - ومريم - وزينب - وحمزة - ومعاوية.

2. إذا كان العلم أعجميًّا؛ نحو:

• إبراهيم - ويعقوب - وإسحاق.

3. إذا كان العلم مركبًا تركيبًا مزجيًّا؛ نحو:

• بعلبك - وبيت لحم - ومعد يكرب.

4. إذا كان العلم مختومًا بالألف والنون الزائدتين؛ نحو:

• عثمان - ورضوان - وعمران.

5. إذا كان العلم منقولًا عن الفعل المضارع؛ نحو:

• أحمد - ويزيد - وتغلب.

6. إذا كان العلم على وزن فُعَل؛ نحو:

• عُمَر - وزُحَل - وقُزَح.

ثانيًا: الصفة إذا كانت واحدة مما يأتي:

1. إذا كانت على وزن (فَعْلان) الذي مؤنَّثه فَعْلى؛ نحو:

• عَطْشان - ريَّان - جوعان - شَبْعان.

2. إذا كانت على وزن (أفْعَل)؛ نحو:

• أفْضَل- وأحْسَن- وأكْبَر.

3. إذا كانت الصفة معدولًا بها عن لفظ آخر؛ نحو:

• مَثْنى – وثُلاث - وأُخَر.

• الجمع: حيث يمتنع من الصرف إذا كان واحدًا من اثنين:

4. إذا كان وزن مفاعل؛ نحو:

• مساجد - ومكارم - ومنابر.

5. إذا كان على وزن مفاعيل؛ نحو:

• مصابيح - وقناديل - ودنانير.

ونقصد بذلك (صيغة منتهى الجموع): وهي كل جمع وسطه ألف، بعدها حرفان أو ثلاثة (أوسطها ساكن).

• الاسم المنتهي بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة:

وهذا النوع يمتنع من الصرف دون شرط، سواء أكان مفردًا أم جمعًا، علمًا أم صفةً؛ نحو:

• سكرى - ومرضى - وسلمى - وحمراء - وشعراء.

س 5: ومتى يجرُّ ما سبق بالكسرة؟

• يجرُّ الاسم الممنوع من الصرف بالكسرة في حالتين:

1. إذا دخلتْ عليه "أل"؛ نحو:

• صليت في المساجدِ العامرة.

• المساجد: جُرَّتْ بالكسرة لاقترانها بـ(أل).

2. إذا أُضيفَتْ؛ نحو:

• ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4].

• أحسن: جُرَّت بالكسرة لإضافتها إلى تقويم.

 

 

 

تطبيق على باب: الممنوع من الصرف

• نقول: "مررت بأحمرَ بن حمراء".

س 1: كيف تُعرب: "بأحمرَ بْنِ حمراءَ"؟

• أحمر: مجرورة بالباء، وعلامة الجر الفتحة نيابةً عن الكسرة.

س: لماذا جرَرْتَه بالفتحة؟

• لأنه لا ينصرف.

س: وما يُدريك أنه لا ينصرف؟

• لأنه على وزن أفْعَل.

س: (ابن)، كيف تُعربه؟

• أجرُّه بالكسرة.

س: لماذا؟

• لأنه صفة لأحمر فيأتي مجرورًا بالكسرة على الأصل.

س: ما موقع "حمراء" من الإعراب؟

• مضاف إليه؛ لأن (ابن) مضاف.

س: ما علامة إعرابها؟

• (حمراء): مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: ولماذا جرَرْتَها بالفتحة؟

• لأنها على وزن "فَعْلاء"، والقاعدة أن ما كان على "أفعل" الذي مؤنثه "فعلاء" يُمنَع من الصرف فيُجرُّ بالفتحة نيابةً عن الكسرة، وبالطبع لا يُنوَّن.

س: هل هناك دليل من القرآن على أن "أفعل" لا ينصرف؟

• نعم، قوله تعالى: ﴿ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 10].

س: وهل يمكن أن ينصرف لفظَا "أحمر وحمراء"؟

• نعم، بطريقتين:

الأولى: أن ندخل عليه (أل)، فنقول: "مررت بالأحمرِ ابن الحمراء".

الثانية: بإضافتها، فنقول: "مررت بأحمرِ الرجال، وبحمراءِ النساء".

س: وهل هناك دليل من الكتاب؟

• نعم: قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4].

• أحسن: انصرف فجُرَّ بالكسرة الظاهرة؛ حيث أُضيفَتْ "أحسن" إلى تقويم، وكذلك ما كان على هذا المثال.

س: نحو ماذا؟

• نحو: "أبيض بيضاء"، و"أسود سوداء"، و"أبلق بلقاء"، و"أحمق حمقاء".

س 2: كيف تعرب "آدم، وآخر" في قولنا: "مررتُ بآدمَ وآخَرَ"؟

• نقول: "بآدمَ وآخَرَ" نجرُّهما بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: وكيف وهما على ثلاثة أحرف بينما "أفعل" على أربعة أحرف؟

• "آدم وآخَر" على أربعة أحرف أيضًا؛ لأن المدَّة فيهما تُعدُّ حرفًا، ولو كانا على ثلاثة أحرف لكانا (أدم وأخَر).

س 3: كيف تعرب: "مررت بعثمانَ وشعبانَ"؟

• عثمان وشعبان مجروران بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: لماذا؟

• لأنهما على وزن "فعْلان" لا ينصرفان؛ لأن النون فيهما زائدة.

س: وهل هناك مثيل لهما نونُه أصليةٌ، ويَنْصرِف؟

• نعم: طحَّان - وسمَّان - وشيطان: النون فيها أصلية من الطَّحْن والسَّمْن والشيطنة.

س 4: كيف تعرب: " كنتُ عندَ عمرَ"؟

• كنت: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون، والتاء: مبني على الضم في محل رفع فاعل.

س: لماذا حذفت الألف من "كان"؟

• سكنتْ النون لاتصال "كان" بتاء الفاعل، والألف ساكنة، فالتقى ساكنان، فحُذِفت الألفُ لالتقاء الساكنين.

س: الألف في "كان" ما أصلها؟

• أصلها "الواو" "كون"؛ حيث وقعت الواو موقع العين في "فَعَلَ" وهي معتلة، ولم تحتمل الحركة لعلَّتها، فقلبوها ألفًا ساكنًا، بدليل أنها إذا أُسْنِدت إلى الاثنين وواو الجماعة في المضارع؛ نقول: "يكون، يكونان، يكونون".

س: عند في قولنا: "كنتُ عندَ عُمرَ" ما محلُّها؟

• عند: ظرف مكان لا يعمل إلا مضافًا جارًّا لما بعده.

س: "عمر": ما إعرابها؟

• اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: ولماذا جرَرْتَه بالفتحة؟

• لأنه على وزن "فُعَل"، وما كان على "فُعَل" فإنه لا ينصرف.

س 5: كيف تعرب: "مررْتُ بحمزةَ بنِ طلحةَ"؟

• أقول: مرَّ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.

• والتاء: مبني على الضمِّ في محل رفع فاعل.

• الباء: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسر.

• حمزة: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحةُ نيابة عن الكسرة.

س: لماذا جرَرْتَه بالفتحة نيابة عن الكسرة؟

• لأنه اسم في آخره تاء التأنيث.

• وكذلك "طلحة" مجرورة بالكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنها مضافة إلى "ابن"، وهي ممنوعة من الصرف؛ لأن في آخرها تاء التأنيث.

س 6: وماذا تقول في "مساجد - وقناديل" في قولنا: "مررْتُ بمساجدَ عامرةٍ، وقناديلَ مضيئةٍ"؟

• مساجد: مجرورة بالباء، وعلامة جرِّها الفتحة نيابة عن الكسرة، وقناديل: معطوفة عليها، والمعطوف على المجرور مجرورٌ مثله، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة أيضًا.

س: لماذا منعتها من الصرف؟

• لأن كلَّ جمعٍ ثالث حروفه ألف وبعد الألف حرفان أو ثلاثة أوسطهما ساكن لا ينصرف.

س: وكيف تصرفهما؟

• إذا دخلت عليهما (أل) أو أُضيفا يُجرَّان بالكسرة.

س: وكيف ذلك؟

• نقول مثلًا: "مررْتُ بمساجدِكم العامرة، والقناديلِ المضيئة"؛ حيث أضفنا "مساجد" إلى "كم" وأدخلنا "أل" على القناديل.

س: وما دليلك من القرآن الكريم؟

• قوله تعالى: ﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ ﴾ [سبأ: 13]؛ حيث لم تُصرف (محاريب وتماثيل)، وجاءتا مجرورتين بالفتحة نيابة عن الكسرة، وهكذا كل جمع ثالثه ألف وبعدها حرفان أو ثلاثة (أوسطها ساكن).

س 7: أسماء الأنبياء (عليهم صلوات الله وسلامه) مصروفةٌ أم ممنوعةٌ من الصرف؟

• أسماء الأنبياء عليهم السلام لا ينصرف منها شيء إلَّا ستة تأتي مصروفةً.

س: وما هذه المصروفة؟

• محمد صلى الله عليه وسلم، وصالح، وشُعيب، ونوح، ولوط، وهود.

س: ولماذا تصرف؟

• لأن الثلاثة الأولى عربية، والثلاثة الثانية ثلاثية ساكنة الوسط.

فماذا تقول في "أُعْجِبت بإسماعيلَ بنِ إبراهيمَ"؟

• أُعجبْتُ: أُعجب: فعل ماضٍ مبنيٌّ للمجهول، وهو مبني على السكون لاتصاله بالتاء، والتاء: مبني على الضمِّ في محل رفع نائب فاعل.

• الباء: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسر.

• إسماعيل: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحة نيابة عن الكسرة.

• بن: صفة لإسماعيل مجرورة بالكسرة على الأصل، وهي مضاف.

• إبراهيم: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: ولماذا جرَرْتَ "إسماعيل وإبراهيم" بالفتحة؟

• لأنهما اسمان من أسماء الأنبياء أعجميان، وكلُّ اسمٍ أعجمي يُمنع من الصرف إذا كان زائدًا عن ثلاثة.

س 8: علمنا أن أسماء الأنبياء لا تنصرف إلا ستة منها، فماذا تقول عن "جبريل، وميكائيل، وإسرافيل" في قولنا: "آمنت بجبريلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ"؟

• أقول: "جبريل، وميكائيل، وإسرافيل" أسماء مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنها ممنوعة من الصرف.

س: لماذا؟

• لأن أسماء الملائكة لا تنصرف.

س 9: وماذا تقول في أسماء الجن؛ مثل: إبْلِيس؟

• نقول: أُلقِي بإبْليسَ في جَهَنَّمَ وسَقَرَ.

• حيث جرَّ "إبليس" بالباء، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة.

س: وماذا عن "جهنم وسقر"؟

• أيضا مجرورة بـ(في) وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة، وسقر مثلها؛ لأنها معطوفة عليها.

س: لماذا؟

• لأنهما عَلَمان مُؤنثان.

س 10: وماذا تقول في (قاموس وقابوس وعاشور)؟

• أقول هي أسماء ممنوعة من الصرف تُجرُّ بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: لماذا؟

• لأنها على وزن "فاعول"، وكل ما كان على وزن "فاعول" يُمنع من الصرف، ومثلها أيضًا: (هاروت - وماروت - وداود - وهارون).

س 11: وماذا تقول في (يزيد - ويشكر - وأحمد)؟

• أقول أسماء ممنوعة من الصرف تُجر بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: لماذا؟

• لأنها أسماء على وزن الفعل المضارع، ومثلها: (تغلب - ويعفر - وينبع)، وإذا سمِّيت رجلًا بـ"يضرب".

س 12: هل هناك أسماء أخرى ممنوعة من الصرف؟

• نعم.

س: مثل ماذا؟

• مثل: رحماء - وأتقياء - وشهداء - وأنبياء.

س: لماذا تمنع من الصرف.

• لأنها أسماء جاءتْ على فُعَلاء وأفْعِلاء.

س 13: هل تبقَّى شيء من الأسماء الممنوعة من الصرف؟

نعم.

س: مثل ماذا؟

مثل كل اسمين جُعِلا اسمًا واحدًا.

س: مثل ماذا؟

• مثل (خمسة عشر) و(بعلبك) و(حضرموت)، وهي لا تنوَّن، وتُجرُّ بالفتحة نيابة عن الكسرة.

• وكذلك الأسماء المركبة تركيبًا إسناديًّا؛ مثل: (تأبَّط شرًّا - شابَ قرناها).

• وكل علم دلَّ على مؤنث زائد على ثلاثة؛ نحو: (زينب - وفاطمة - وخديجة).

• أما إنْ كان ثلاثيًّا ساكن الوسط، فيجوز صرفُه ومنْعُه؛ نحو: (هنْد - ودعْد - ونعْم).

س 13: كيف تعرب قولنا: "هبطتُ من مكةَ إلى المدينةِ"؟

• هبطت: هبط: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.

• والتاء: مبني على الضم في محل رفع فاعل.

• مكة: اسم مجرور بـ(من)، وعلامة جرِّه الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف، والمدينة: اسم مجرور بـ(على) وعلامة جره الكسرة.

س: لماذا جرَرْتَ (مكة) بالفتحة، و(المدينة) بالكسرة؟

• لأن مكة مؤنث لم تدخل عليه (أل) فمُنِع من الصرف، والمدينة مؤنث دخلت عليه (أل) فصُرِف، وكلاهما من أسماء الأرض، وكذلك كل ما أشبههما.