الأحد، 8 ديسمبر 2019

صديق للبيع

صديق للبيع 
بكم تبيع صاحبك ؟
مقالة أعجبتني لدرجة أنني قرأتها أكثر من مرة ،
سمعت حواراً بين شخصين من كبار السن : 
قال الأول: بكم بِعْتَ صاحبك ؟
فرد عليه الآخر: بِعتُه بتسعين زَلَّة، حيث غفرت له تسعة وثمانين زلة، وبعد زلته التسعين تخليت عن صداقته.
فرد عليه الأول لقد : ( أرخصته)
تأملت هذا الكلام كثيراً.
فذُهِلتُ من ذلك الصديق الذي غفر لصديقه تسعة وثمانين زلة، قبل أن يتخلى عن صداقته.
وعجبت أكثر من الشخص الآخر الذي لامه على بيع صاحبه بتسعين زلة فقط وكأنه يقول: لماذا لم تتحمل أكثر، فالتسعون زلة ليس ثمنا مناسبا لصاحبك، لقد أرخصت قيمته.
تُرى كم يساوي صاحبي أو صاحبك من الزلات ؟
بل كم يساوي إذا كان قريبا أو صهراً أو أختا أو أخاً أو زوجاً أوزوجة ؟
بكم زلة قد يبيع أحدنا أمه أو أباه ؟ بكم ؟
إن من يتأمل واقعنا اليوم، و يعرف القليل من أحوال الناس في المجتمع، والقطيعة التي دبّت في أوساط الناس،سيجد من باع صاحبه أو قريبه أو حتى أحد والديه بزلة واحدة،بل هناك من باع كل ذلك بلا ذنب سوى أنه أساء الظن أو أطاع نماماً كذابا.
تُرى هل سنراجع مبيعاتنا الماضية من الأصدقاء و الأقارب والأهل و الأخوات وننظر بكم بعناها ؟
ثم نعلم أننا بَخِسْناهُم أثمانهم وبعنا الثمين بلا ثمن.
تُرى هل سنرفع سقف أسعار من لا زالوا قريبين منا ؟!
إن القيمة الحقيقية لأي شخص تربطك به علاقة، لن تشعر بها إلا في حالة فقدانك له بالوفاة،فلا تبع علاقاتك بأي عدد من الزلات مهما كَثُرت
و تذكر قوله تعالى:
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
لا جدوى من قُبلة اعتذار على جبين ميت غادر الحياة ،استلطفوا بعضكم البعض وأنتم أحياء .
اِمح الخطأ لتستمر الأخوة ولا تمح الأخوة من أجل الخطأ .