الثلاثاء، 4 فبراير 2020

ساعدوا أبناءكم


يقول أحد الأصدقاء ...ولدي خالد منذ نعومة أظفاره ومستواه الدراسي من ضعيف إلى متوسط ....كنت أريده أن يكون في المراتب الأولى فكنت أحرص على أن يراجع دروسه كل يوم وأن ينجز واجباته وشددت عليه في إحراز النتائج الجيدة .....سجلته في معظم الدروس كانت أمه تقارنه بأبناء الجيران والأقارب ...ترتب عن ذلك حالة نفسية عصيبة اجتاحت خالد ....صار يتكلم أثناء النوم وأحيانا يبكي وهو نائم ....أخذته الى أحسن الأطباء ...فوصف له دواء يقوي وينشط الذاكرة ....بعد مدة أصبح يغمى عليه ...أخذته إلى المستشفى فقال الطبيب إن الدواء الذي يتناوله لتنشيط الذاكرة ...عمل على تجمع الماء في رأسه .. يجب أن يتوقف عن تناوله فورا .....
ذات يوم انتبهت الى نفسي ...بهذه الطريقة أنا أدفع بولدي إلى حد الجنون ....قررت أن أغير أسلوب التعامل مع خالد ....ذهبت إلى المدرسة التي يدرس بها ولدي خالد ...دخلت الفصل واستأذنت المعلم أن ألقي كلمة على التلاميذ ...فأذن لي
بعد التحية قلت ....أنا والد خالد ثم ناديته تعال يا بني وقف أمامي ملتفتا إلى زملائه طوقته بذراعي وقلت هذا ولدي خالد وأنا أحبه كثيرا إنه ولد مهذب يجتهد في دروسه ...وينجز واجباته ...وأنا أحبه وراض عن نتائجه مهما كانت ...حتى لو رسب فهو يبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق نتائج جيدة ولدي خالد مطيع لوالديه أحبه وأعمل دائما معه في مذاكرة دروسه .....قبلت ولدي خالد على رأسه فانهمرت دموعه فلم أتمالك نفسي ....حييت التلاميذ وشكرت المعلم وانصرفت
في المساء جاء خالد احتضنني وقبلني بشدة وهو يقول أحبك يا أبي لقد رفعت رأسي بين زملائي ...لقد قال لي الأول على الصف ...ليت لي والد كوالدك ....
أما أنا فقد أدركت أن على المرء أن يعمل ....وليس عليه إدراك النجاح
وأن العلم يقسم بين الناس كما تقسم الأرزاق ....وأن لكل شخص قدرات لا يتجاوزها
فلا تطلب من الحصان أن يجري بسرعة القطار ولا يستطيع القطار أن يجاري الطائرة ولا تتجاوز الطائرة الصاروخ ..كل ميسر لما خلق له وطاقة كل شخص محدودة
حقيقة لم يتحسن مستوى ولدي خالد لكن أنا راض عنه فهذه هي قدراته النهائية ...لكن تأكدوا من أن مثل هؤلاء التلاميذ سيبدعون في مجالات أخرى ..لذا ساعدوا أبناءكم وعيشوا معهم اجتهادهم ومثابرتهم حتى وإن لم يصلوا ....فسوف تكتشفون إبداعاتهم في مجالات اخرى