الجمعة، 1 مايو 2020

في زمن الفوضى

في زمن الفوضى والكلِم الكثير ، لن يفهم النّاس صمتك . لن يفهموا حاجتك للهدوء . لن يفهموا لماذا تفضّل سكون اللّيل على ضوضاء النّهار ولماذا باستمرار تحدّق بالسّماء البعيدة بدلا من النّظر إلى الأشياء من حولك .؟ لن يفهم النّاس لماذا تفضّل وضع السّماعات بدلا من التّحدّث إليهم وخوض نقاشات لا تجد فيها الرّوح مسكنا ولماذا تحبّذ الجلوس بمفردك على الجلوس وسط أُناس إن رأوْا بك شيئا من الحزن بادروا بتقديم النّصيحة وإبداء رأيهم في شيء أنت لم تبح به أصلا .!
في زمن الفوضى والكلٍم الكثير ، لن يفهم النّاس صمتك ولن يفهموا . فالنّاس اعتادوا الهرب من دواخلهم بزجّ أنفسهم في الضّجيح ، في حين أنّك اخترت أن تشفي روحك بالصّمت والهدوء والصّبر .......
لا بأس أيّها الغالي ، أعلم أنّك تخوض معركتك الخاصّة بصمت ، والله يعلم ما بك وما أنت به ترغب . فقط استمرّ في المحاولة . استمرّ في الصّلاة . ناجي ربّك وروحك بطريقتك ولا تكترث لأحد . كلّ واحد يختار ما يناسب أفكاره والله الواحد الأحد يتكفّل بالجميع ويساعدهم بحبّ مثلما يفعل دائما ويمدّهم بما هم إليه يحتاجون . ولكن أنت لطالما اخترت ما تمليه عليك روحك ، اخترت أن تكون أنت . لم تجبر روحك على ما لا تُطيق ولم تكلّف نفسك ببروتوكولات العيش الجمعي لأنّك مختلف ومميّز . لأنّك سمحت لنفسك أن لا تلبس جلباب المثالي ، لأنّك تدرك قيمة الشّيء والاّشيء وكلّ الأضداد ، ولأنّك لمست رحمة ربّك بك وحبّه لك وأنت مليء بالنّدوب والعيوب .
صديقي الجميل ، تذكّر هذا دائما : النّاس ليسوا مطالبون بفهمك وأنت لست مطالب بتبرير كلّ ما تفعل وتشعر . طالما الله معك وأنت معك ، فأنت بخير ، وكلّ شيء ذاهب للخير . ويوما بعد يوم ستُشفى روحك وتشرق شمس قلبك من جديد ، وأنت ستكون أنت جديد بروح جديدة قادرة على خلق عالمها المختلف وعزف موسيقاها الخاصّة . فقط استمرّ في المحاولة أيّها البطل الصّغير . أنت مبارك والله يحبّك وفخور بك جدّا