الثلاثاء، 9 يونيو 2020

كنت معك حين ولدت فكن معي حين أموت

أب يخاطب ابنه ويوصيه
ولدي العزيز: فى يوم من الأيام ستراني عجوزا
غير منطقى فى تصرفاتى!!
عندها من فضلك
أعطنى بعض الوقت وبعض الصبر لتفهمنى ,,
وعندما ترتعش يدي فيسقط طعامي على صدري
وعندما لا أقوى على لبس ثياب
فتحلى بالصبر معي .. وتذكر سنوات مرت وأنا أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم !!
إذ حدثتك بكلمات مكررة وأعدت عليك ذكرياتي
فلا تغضب وتمل فكم كررت من أجلك قصصا وحكايات فقط لأنها كانت تفرحك !!
وكنت تطلب مني ذلك دوما وأنت صغير !!!
فعذرا حاول ألا تقاطعني الآن
إن لم أعد أنيقا جميل الرائحة !!!
فلا تلمني واذكر فى صغرك محاولاتى العديدة لأجعلك أنيقا جميل الرائحة
لا تضحك مني إذا رأيت جهلي وعدم فهمي لأمور جيلكم هذا
ولكن .. كن أنت عيني وعقلي لألحق بما فاتنى
أنا من أدبتك أنا من علمتك كيف تواجه الحياة
فكيف تعلمنى اليوم ما يجب وما لا يجب ؟!!!
لا تملّ من ضعف ذاكرتي وبطئ كلماتي وتفكيري أثناء محادثتك
لأن سعادتي من المحادثة الآن هي فقط أن أكون معك !!!
فقط ساعدني لقضاء ما أحتاج إليه فما زلت أعرف ما أريد !!!
عندما تخذلني قدماي في حملي إلى المكان الذي أريده
فكن عطوفا معي وتذكر أني قد أخذت بيدك كثيرا لكي تستطيع أن تمشي
فلا تستحيي أبدا أن تأخذ بيدي اليوم فغدا ستبحث عن من يأخذ بيدك
في سني هذا إعلم أني لست مُـقبلا على الحياة مثلك
ولكني ببساطة أنتظر الموت !!! فكن معي .. ولا تكن عليّ !!
عندما تتذكر شيئا من أخطاءي فاعلم أني لم أكن أريد دوما سوى مصلحتك
وأن أفضل ما تفعله معي الآن
أن تغفر زلاتي .. وتستر عوراتي .. غفر الله لك وسترك
لا زالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحني كما كنت صغيرا بالضبط
فلا تحرمني صحبتك !!!
*كنت معك حين ولدت فكن معي حين أموت *

عبرة في قصة

لما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام مكة فاتحاً وقف عند باب الكعبة ، 
و سأل : "أين بلال؟" ، و قال: "نادوا لي بلالا" ...
ثم قال : "و الله يا قريش لازلت أذكر اليوم الذي كنتم تعذبون فيه بلالاً عند باب الكعبة" ، فلما حضر بلال ، قال له الرسول عليه الصلاة و السلام : "أدخل يا بلال ، فلا يصلّينّ معي أحدٌ في جوف الكعبة إلا أنت" !...
(فكان ذلك تكريماً و تشريفا له ورداً لاعتباره على ما ناله من العذاب في أول إسلامه) ...
وبعد الصلاة في جوف الكعبة ، قال الرسول لبلال : "تعال فاصعد على ظهرها !"( يعني الكعبة ) فلما حاول الصعود ما استطاع لارتفاع سقفها ، فنظر رسول الله صلى عليه و سلم فإذا بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما أقرب الصحابة إليه ، فطلب منهما الرسول أن يحملاه .. فوضع بلال الحبشي الأسود رضي الله عنه رجله اليمنىٰ على كتف عمر و اليسرىٰ على كتف أبي بكر ، و صعد على الكعبة ، فقال الرسول : "يا بلال ، والله الذي لا إله غيره ، إن هذه الكعبة عند الله لعظيمة ، و والله إنك اليوم عند الله أعظم و أشرف منها"!..
فأذّن بلال الحبشي وهو فوق الكعبة بنداء التوحيد في جيش قوامه 10.000 رجل فيه أسياد العرب وأشراف الصحابة ....
فشتان ثم شتان بين الحضارة الإسلامية التي حررت الإنسان من العبودية و ردت للسود اعتبارهم ، و رفعتهم على أكتاف أشراف البيض ، و بين الحضارة الغربية التي استعبدت البشر و داست على رقاب السود حتى الموت ، و مارست عليهم أبشع صور العنصرية