الجمعة، 27 نوفمبر 2015

الخميس، 26 نوفمبر 2015

قصة السيدة خديجة



التسامح اللزج


واحدة من الأفكار التي أرى أن الإيمان بها قد يريح الإنسان..
هي فكرة أن "معظم" الأذى الذي تعرض له في حياته كان أذى عابرا، ولم يكن موجها أبدا ضده.. وإن بدا كذلك..
بمعنى أن حياتنا كبشر عبارة عن مسارات.. وعندما تتقاطع هذه المسارات، يقدم كل إنسان مصلحته على مصلحة الآخرين.. بل وقد لا يمانع لو تأذوا في سبيل تحقيق مصلحته.. الدافع الأساسي للأذى هنا لم يكن أذية الشخص المقابل.. بقدر ما كان وسيلة لتحقيق مصلحة المؤذي.. وهذه نقطة مهمة.. فكّر بالأمر وكأنك تسير في طريق مزدحم.. والكل يود التجاوز عن الكل.. سيصدمك بعض الناس عمدا.. وستتأذى سيارتك.. لكن الهدف الحقيقي لم يكن تحطيم سيارتك بل أن تمر سيارته هو!
رجل أنهى علاقته مع فتاة بعد علاقة حب طويلة.. لم يرغب بتحطيم قلبك.. لكنه وجد فرصة أفضل.. وهذا حطم قلبك فعلا.. لكن لم يكن هذا هو الهدف الأساسي هكذا هم الناس.. يبحثون عن مصلحتهم وتتغير اهتماماتهم.. لكن الأمر لا علاقة له بأذاك أنت شخصيا.. فعوضا عن أن تقولي "دمر حياتي".. بإمكانك أن تقولي بسخرية وأسى "لم يعجبه شعري المفلفل"..
زميلك في العمل تسبب عبر وشاية في خسارتك عملك.. مرة أخرى.. لم تكن أنت المستهدف وإن بدا للجميع ذلك.. كنت عقبة في طريق نجاحه .. فعوضا أن تمضي ليلك ونهارك وأنت تلعن أجداد أجداده وتدعو الله أن يخسف به الأرض.. بإمكانك القول ببساطة أن.. سيارتك وقفت في طريق سيارته..
ميزة هذه الآلية عدا أنها تمنح الإنسان روح السخرية الضرورية لمواجهة الحياة.. أنها تفرغ قلبه من الحقد.. يحزن طبعا على خسارته.. ولا يسامح من تسبب بألمه.. (أنا ضد التسامح اللزج) لكن هكذا يخرج الإنسان نفسه من زنزانة المظلومية.. ينجو من قيود أن ينظر لنفسه كضحية تعيش في انتظار عدالة لن تجيء الآن.. تجعله هذه الآلية المتفهمة ينظر للناس بشفقة وليس بغل وحقد.. لأن هذه هي سنة الحياة.. نحن في حالة تدافع دائم.. سنؤذي الناس ويؤذوننا كل بحسب أخلاقه.. تفهم ذلك سيجعلنا نستعيد قوانا بشكل أسرع بعد كل سقطة.. لنمضي نحو تقاطع آخر..
مشكلتنا أننا نعتقد أن الحكمة هي شيء معقد وبعيد المنال.. لكن الحقيقة أن كل ما يلزم لتحصيلها هو أن يحيد المرء مشاعره الشخصية تماما عند النظر للأمور.. ألا يسمح لهواه أن يلوّن حكمه.. فيرى الحقيقة كاملة.. كالشمس في وضح النهار.. لا أحد مهتم بتحطيمنا.. خيارات متضاربة في لحظة تدافع.. لا أكثر ولا أقل..

الجنس و العلاقة العاطفية،


في اللحظة التي يحضر فيها الجنس في العلاقة العاطفية،
يفقد كل طرف قدرته على رؤية الطرف الآخر إلا بكونه موضوعا جنسيا .. تنحصر الرؤية فقط في هذا الإطار.. أي أن الجنس يزيح الحبّ جانبا، ليصبح هو صبغة العلاقة وفاعلها الأساسي.. ويتكثّف حضوره بحيث يستلزم الأمر جهدا نفسيا استثنائيا وتصنّعا مرهقا لمحاولة تجاهله، والتصرّف بطبيعية، أو استعادة تلك الرؤى العاطفية الجميلة التي كانت موجودة قبل حضوره.
هنا تكون العلاقة قد تسممت.. وينشأ لدى كل طرف، احتقار عظيم للذات مع شعور مزعج بالتهديد، وكره خفي ودفين للشريك .. وإذا تمكن زخم الجنس من إطالة أمد العلاقة قليلا بعد ذلك، فإن أدنى خلاف يحصل، من شأنه أَن يستخدم - وبتواطؤ غريب من الطرفين - كعذر للهروب من هذه العلاقة المسمومة.. التي لا تترك وراءها سوى كومة من الذكريات السيئة والندم المرير..
الزواج بالمقابل، يضع الجنس في مكانه الصحيح.. ليس كأساس للعلاقة، لكن كمتعة مدعّمة ومقوية لعلاقة مبنية على الحبّ.. وكتيرموميتر ومصلح يصلح ما تفسده الخلافات..
لذلك فالمنع المؤقت للجنس هنا - أو تفاديه- لا يقصد به أبدا أن الجنس ممقوت لذاته، أو أن هنالك عيبا ما فيه.. المسألة مسألة توقيت فقط.. وإعطاء الحبّ فرصته ليثبتّ أركان تلك العلاقة الغضّة، ويحميها من التفتت والانكسار..

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

الدرس الثاني : الحروف الثنائية



الدرس الثاني : الحروف الثنائية
و(أما الثنائية) فستة وعشرون وهي آ وإذ وأل وأم وأن وإن وأو وأي وإي وبل وعن وفي وقد وكي ولا ولم ولن ولو وما ومُذ ومِنْ وها وهل ووا ويا والنون الثقيلة.
1 - (آ) للنداء نحو آعبدَ الله .

2 - (إذ) للمفاجأة بعد بيْنَا وبينما  نحو : فبينما العسرُ إذ دارت مياسيرُ .
وللتعليل نحو : إذ هم قريش وإذ ما مثلهُم بشر فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم .

3 - (أل) لتعريف الجنس أو جميع أفراده أو فرد منه معينٍ نحو الرجل خير من المرأة، {إِنَّ الـانْسانَ لَفِي خُسْرٍ (*) إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا}، {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}.
وتجيء زائدة نحو الـآن والنعمان.

4 - (أم) للمعادلة بعد همزة الاستفهام نحو: {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ}.
أو للتسوية نحو :{وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}.
وتجيء بمعنى بل نحو {هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ}.

5 - (أن) تكون مصدرية نحو: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}.
ومفسّرة نحو: {فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}.
وزائدة نحو :{فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ}.
ومخففة من أَن نحو :{عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}.

6 - (إن) للشرط نحو إن ترحم تُرْحَم. إن هم إلا في غرور.
وللنفي نحو ولقد ندمتُ على الكلام مراراً  ما إن ندمتُ على سكوت مرّة.
وتجيء زائدة ومخففة من إنَّ نحو{وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ}.

7 - (أو) لأحد الشيئين نحو :خذ هذا أو ذاك.
وتجيء في مقابلة إما نحو :العدد إما زوج أو فرد،
وبمعنى بل نحو {وَأَرْسَلْناهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}.

8 - (أي) للنداء نحو: أيْ رب .
وللتفسير نحو : هذا عسجد أي ذهب

9 - (إي) للجواب ويذكر بعده قسم دائماً نحو {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}. والغالب وقوعها بعد الاستفهام كما رأيت.

10 - (بل) للإضراب عن المذكور قبلها وجعلها في حكم المسكوت عنه نحو ما ذهب خالد بل يوسف. وجهه بدر بل شمس.

11 - (عن) للمجاوزة  نحو : خرجتُ عن البلد .
وللبدلية نحو : {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}.

12 - (في) للظرفية نحو: في البلد لصوص.
وللمصاحبة نحو: ادخلوا في أمم .
وللسببية نحو: ((دخلت امرأةٌ النار في هرة حَبَستها)).

13 - (قد) للتحقيق نحو: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها} .
وللتقليل نحو: قد يجود البخيل .
وللتوقع نحو: قد يقدَم المسافر الليلةَ.

14 - (كي) للمصدرية وهذه مع ما بعدها في تأويل مصدر كـ(أن) نحو: أخلِصوا النيات كي تنالوا أعلى الدرجات.  جدّ لِكَي تجد.

15 - (لا) تكون ناهية نحو : {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}.
 وزائدة نحو :  {ما مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ} .
ونافية نحو : {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} .
 وقد تقع النافية جواباً نحو : قالوا أتصبر؟ قلت لا.
وعاطفة نحو : أكرم الصالح لا الطالح .
وعاملة عمل إنْ نحو : لا سمير أحسن من الكتاب.

16 - (لم) لنفي المضارع وجزمه وقلبه إلى الماضيّ نحو {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}.

17 - (لن) لنفي المضارع ونصبه وتخليصه للاستقبال نحو:

لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبرا

18 - (لو) للشرط نحو : لو أنصف الناس استراح القاضي.
وللمصدرية نحو :{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} .
ويقال لها في نحو المثال الأول حرف امتناع لامتناع، أي انتفاء الجواب لانتفاء الشرط.

19 - (ما) تكون نافية نحو : {ما هَذا بَشَراً}.
وزائدة نحو:  {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}.
 وكافة عن العمل نحو: {كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ}.
ومصدرية نحو : {ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ}
وقد يلحظ الوقت مع المصدرية فيقال لها مصدرية ظرفية
نحو :{وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيّاً}.

20 - (مذ) للابتداء أو الظرفية نحو ما كلمتُه مذ سنة ولا قابلته مذ يومنا.

21 - (من) للابتداء نحو : {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}،
وللتبعيض نحو : {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} .
  وللتعليل نحو  {مِمّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا} .
وتجيء زائدة بعد النفي نحو : {ما مِنْ شَفِيعٍ} .
  والنهي نحو : لا يبرحْ من أحد .
 والاستفهام نحو : {هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}.

22 - (ها) للتنبيه تدخل على أسماء الإشارة كهذا وهذه الضمائر كهأنذا وهأنتم والجمل نحو: ها إنّ صاحبك بالباب.

23 - (هل) للاستفهام نحو: هل طلع النهار؟ وتفارق الهمزة في أنها لا تدخل على نفي ولا شرط ولا مضارع حالي ولا إنَّ.

24 - (وا) للندبة نحو: واإسلاماه.
25 -  (يا) للنداء نحو:((يأيها النّاس)) .
وللندبة نحو : يا رباه.       
وللتنبيه نحو. { يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (*) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}.
26 - (النون الثقيلة) تدخل على الفعل لتوكيده نحو {لَيُسْجَنَنَّ} ولا تلحق الماضي أبداً.