الخميس، 26 نوفمبر 2015

الجنس و العلاقة العاطفية،


في اللحظة التي يحضر فيها الجنس في العلاقة العاطفية،
يفقد كل طرف قدرته على رؤية الطرف الآخر إلا بكونه موضوعا جنسيا .. تنحصر الرؤية فقط في هذا الإطار.. أي أن الجنس يزيح الحبّ جانبا، ليصبح هو صبغة العلاقة وفاعلها الأساسي.. ويتكثّف حضوره بحيث يستلزم الأمر جهدا نفسيا استثنائيا وتصنّعا مرهقا لمحاولة تجاهله، والتصرّف بطبيعية، أو استعادة تلك الرؤى العاطفية الجميلة التي كانت موجودة قبل حضوره.
هنا تكون العلاقة قد تسممت.. وينشأ لدى كل طرف، احتقار عظيم للذات مع شعور مزعج بالتهديد، وكره خفي ودفين للشريك .. وإذا تمكن زخم الجنس من إطالة أمد العلاقة قليلا بعد ذلك، فإن أدنى خلاف يحصل، من شأنه أَن يستخدم - وبتواطؤ غريب من الطرفين - كعذر للهروب من هذه العلاقة المسمومة.. التي لا تترك وراءها سوى كومة من الذكريات السيئة والندم المرير..
الزواج بالمقابل، يضع الجنس في مكانه الصحيح.. ليس كأساس للعلاقة، لكن كمتعة مدعّمة ومقوية لعلاقة مبنية على الحبّ.. وكتيرموميتر ومصلح يصلح ما تفسده الخلافات..
لذلك فالمنع المؤقت للجنس هنا - أو تفاديه- لا يقصد به أبدا أن الجنس ممقوت لذاته، أو أن هنالك عيبا ما فيه.. المسألة مسألة توقيت فقط.. وإعطاء الحبّ فرصته ليثبتّ أركان تلك العلاقة الغضّة، ويحميها من التفتت والانكسار..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق