الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

فن المسافات

 للوصول إلى علاقات اجتماعية صحية ذات روابط إيجابية .. 

فـ كلٌ منا لابد أن يعرف متى يقترب ومتى يبتعد ؟ متى يظهر ومتى يختفي ؟ متى يلتفت ومتى يتغافل ؟ متى يتحدث ومتى يلتزم بالصمت ؟ 

ولابد أن نعرف جميعًا كيفية تطبيق تكنيك فن المسافات في تعاملنا .. نقترب بذكاء و ننسحب بحكمة .. و نزن علاقاتنا بميزان العقل لا العواطف .. 

فالوعي بـ أبجديات هذا الفن وتطبيق منهاجه الذي نحن بصدد الحديث عنه هو -بالتأكيد- جزء لا يتجزأ من فن الإتيكيت و الدبلوماسية الإنسانية .. 

فَـلا لاختراق خلوة الآخرين ولا لتجاوز حدودهم .. ولا للابتعاد إلى حد الجفاء و الافتراق .. ولا للاقتراب إلى حد السأم و الاختناق .. 

فَـ مابين الاقتراب والبعد مساحة آمنة لها عورتها الخاصة التي لابد أن نحرص على احترامها وعدم اقتحامها من قبل أيًا مَنْ كان ومهما بلغت درجة القرب .. وإن ضبط المسافات من سنن الله في كونه استدلالاً بقول الله تعالى في كتابه الكريم:* {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بقدر }* .. 

ومما لا يدع مجالاً للشك أن ذكاء السيطرة على المسافات يطيل من عمر العلاقات ويزيد من قوتها و صمودها أمام تيارات المواقف الحياتية العاتية .. 

وإن الذي يحظى بعلاقات فريدة طويلة الأمد هو مَنْ يتقن فن إدارة تلك المسافات.. لا يبتعد أكثر مما يجب .. ولا يقترب أكثر مما يجب؛ بل يكن في المنتصف دائمًا .. فَـ خير الأمور " أوسطها " وذلك توجيه نبوي محمدي وأسلوب فكري تربوي .. 

فَـ لتبقى مسافاتنا الآمنة مختزلة في هدوء العزلة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق